القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الزوجة الطماعة – القصة الكاملة

قصة الزوجة الطماعة – القصة الكاملة




عندما علمت المرأة من محامي زوجها أنها سترث ثروة طائلة بعد وفاته، لم تستطع كتمان فرحتها العارمة. انتابها شعور غامر بالسعادة، وسرعان ما بدأت تخطط للتخلّص من زوجها بأي وسيلة، طمعًا في أن تنفرد بالميراث وحدها.


أعدّت له وجبته المفضّلة، ووضعت فيها السمّ بخبث. كانت تمر أمامه وهو جالس في غرفته، تبتسم له وكأن شيئًا لم يكن، بينما تنتظر بفارغ الصبر أن يتوقف قلبه.


لكن زوجها، وقبل أن يبدأ في تناول الطعام، كتب شيئًا على ورقة، ثم ناداها لتوقّع على مستند ما. وعندما سألته عن مضمون الورقة، أخبرها أنها عقد لتسليم جميع ممتلكاته لها بعد وفاته. غمرتها السعادة بهذا الخبر، لكنها لم تُعدل عن خطتها.


تناول الزوج طعامه بشهية، حتى امتلأ بطنه، لكن سرعان ما بدأت آثار السم تظهر عليه. أصيب بآلام حادة في بطنه وسقط على الأرض. حاولت المرأة إخفاء جريمتها، فوضعت وسادة على وجهه حتى لا يسمعه أحد، ثم حملته إلى الحمام، وأخرجت من خزانة الإسعافات الأولية حقنًا فارغة، ملأتها بالهواء. غرست إحداها في قلبه، والأخريين في عينيه، ثم فتحت صنبور المياه ليتدفق فوق جثته.


بعد ربع ساعة، توقف قلب الرجل عن النبض، لتصبح المرأة الوريثة الوحيدة للثروة الضخمة. لكن، وبعد أن حصلت على ما أرادت، بدأ ينهشها تأنيب الضمير. وبينما كانت شاردة الذهن، لفت نظرها وجود ورقة على المكتب. تناولتها وبدأت في قراءتها، لتُصدم بالحقيقة.


كانت تلك الورقة عقد طلاق، وليس عقد التنازل عن الأملاك كما أخبرها زوجها. لقد وقعت في فخه! الخطة كانت منه وليست لها. وقبل أن تستوعب ما يحدث، سُمِع صوت طرقات عنيفة على الباب. فتحت لتجد رجلاً غريبًا ملثمًا يهددها بالسلاح، مطالبًا إياها بتسليم الورقة.


رفضت المرأة الانصياع لمطالبه، لكنه ازداد تهديدًا وإصرارًا. وفي لحظة عصيبة، دوّى صوت سيارة الشرطة بالقرب من المنزل. هرع الرجل للهرب، بينما بادرت المرأة بالاتصال بالشرطة والإبلاغ عما حدث.


لاحقًا، تم الكشف عن أن الزوج كان هو من دبّر الأمر برمّته، بهدف قتل زوجته والاستيلاء على ثروتها. أُدين بتهم الشروع في القتل، والاحتيال، والتزوير، وحُكم عليه بالسجن المؤبد.


مرت الأيام، وقررت المرأة بدء حياة جديدة، بعيدة عن ماضيها الأليم. انتقلت إلى مدينة جديدة، وانخرطت في العمل، وبدأت تحقق نجاحات كبيرة في مجال الأعمال. لكنها بعد أشهر قليلة بدأت تشعر بأمور غريبة: أشياء تختفي من مكانها، أصوات مجهولة داخل المنزل. تملّكها الخوف.


ازدادت الأمور سوءًا حين بدأت ترى زوجها السابق في أحلامها، يطلب منها العودة إليه. كانت تستيقظ مرتعبة، مذعورة، لا تدري ما الذي يحدث لها.


قررت استشارة طبيب نفسي، وأخبرها أنها تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ما يفسر ما تراه وتشعر به. خضعت للعلاج، وتحسنت حالتها تدريجيًا، حتى بدأت تتعافى من أثر التجربة المؤلمة، وركّزت على بناء مستقبلها.


بعد أشهر، انتقلت إلى منزل جديد، لتبدأ صفحة مختلفة من حياتها، مليئة بالأمل والاستقرار والنجاح. وبعد سنوات، تزوجت من رجل طيب وحنون، وعاشت معه حياة سعيدة.


لكن... في أحد الأيام، عاد ماضيها ليطرق الباب مجددًا.


فقد خرج زوجها السابق من السجن، وقرر العودة إلى حياتها. رفضت المرأة استقباله، وأخبرته أنها بدأت حياة جديدة، ولا تنوي الرجوع إلى الوراء.


إلا أنه لم يستسلم. وضع خطة لاستعادتها، وفي إحدى الليالي اقتحم منزلها محاولًا اختطافها. لكنها، وقد أصبحت أقوى وأكثر وعيًا، تصدت له بشجاعة ودافعت عن نفسها.


نجحت في الهروب، واتصلت بالشرطة، التي ألقت القبض عليه مجددًا. وتمت محاكمته بتهم محاولة اختطاف والاعتداء، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد مرة أخرى.


وبعد هذه الحادثة، استعادت المرأة سلامها الداخلي، واستقرت في حياتها. عرفت أن الشجاعة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان، وأنه لا يوجد ما يعجز الإنسان عن تجاوزه إذا امتلك الإرادة والقوة.

تعليقات

التنقل السريع