وضعت "عملًا" لزوجة ابني يوم الوقفة على جبل عرفات... وما حدث بعدها دمّر حياتي
تزوج ابني منذ فترة قصيرة، واختار فتاة اسمها إيمان. في البداية، رحّبت بها كابنتي، بل وأحببتها حبًا حقيقيًا. كانت تبدو محترمة، مطيعة، رقيقة في كلامها. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيّرًا غريبًا في سلوكها.
لم تعد تسمع كلام ابني، بل أصبحت تتحكم فيه وتغضب لأتفه الأسباب. بدأت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وتشعرني وكأنني دخيلة في بيتي. في البداية صبرت، وقلت ربما الأمر مؤقت، لكن الوضع تفاقم بسرعة.
وفي لحظة ضعف، وفي غفلة من عقلي، قررت أن أستعين بـ"شيخة" قالت لي إنها ستساعدني على "تحصين بيتي" و"ضمان طاعة الزوجة لزوجها". كانت ليلة الوقفة، والكل كان مشغولًا بالدعاء على جبل عرفات. حينها، سلّمتُ "العمل" للشيخة، وطلبت منها أن تدفنه في مكان قريب من إيمان، لعلّ قلبها يلين وتعود الأمور كما كانت.
لم أكن أقصد أذية أحد. كنت فقط أمًا خائفة على بيت ابنها من الانهيار. كنت أريد أن أجمع شملهم، لا أن أفرّقه.
لكن ما حدث بعدها... كان كارثة حقيقية.
بعد العودة من الحج، تغيرت إيمان تمامًا. لم تعد فقط تتمرد، بل بدأت تنقل لابني كلامًا غريبًا. قالت له إنني أراقبها، وإنني أتعمد إذلالها، وإنني وضعت لها سحرًا لأسيطر عليها. تخيلوا؟! هي من كانت ضحية العمل، ولكنها جعلتني الجانية أمام ابني.
الصدمة الكبرى كانت حين واجهني ابني بكلمات لا زلت أسمع صداها حتى اليوم:
"إزاي تعملي كده؟! إنتِ مش أمّي اللي ربتني على الصح! إزاي تؤذي مراتي؟"
أقسم لكم، لم أستطع الرد. لُجمت كلماتي. كنت فقط أريد أن أنقذهم... لا أن أخسرهم.
ومنذ ذلك اليوم، لم يعد ابني يتحدث إليّ. قاطعني تمامًا. لم أعد أراه، ولا أسمع صوته. كل يوم يمر كطعنة في قلبي. ندمت. ندمت على كل شيء. تمنيت لو أنني صبرت أكثر، أو حتى التزمت بالدعاء فقط بدلًا من اللجوء إلى طريقٍ ظننت أنه سيُصلح ما فسد.
اليوم، أعيش في عزلة، أنتظر أن يُسامحني، أن يمنحني فرصة ثانية. لست شيطانة... أنا فقط أم، وقعت في خطأ... لكنه خطأ كلفني أعز ما أملك.
العبرة من حكايتي...
اليوم، وبعد كل ما جرى، لا أملك سوى أن أقول:إياكنّ والسحر، إياكنّ التلاعب بالخفيّ والمجهول.
ربما تظنين، مثلما ظننتُ أنا، أنكِ تفعلين شيئًا بسيطًا "لتحسين الأمور"،
لكن الحقيقة أن كل سحر هو خراب، وكل عمل ظُلم، حتى لو نُفذ بنيّة الإصلاح.
أقسم أني كنت أظن أنني أحمي ابني، لكنني كنت أول من دمر بيته بيدي.
اليوم، لا أملك سوى الندم، والدموع، والدعاء أن يغفر الله لي وأن يُلين قلب ابني.
إلى كل أم، إلى كل زوجة، إلى كل إنسانة تفكر في اللجوء إلى الطرق المظلمة لحل مشاكلها:
عودي إلى الله، وادعيه، واصبري، فهو وحده من يفتح الأبواب المغلقة.
لا تسيري في طريق ظاهره راحة وباطنه ندمٌ لا نهاية له.
تعليقات
إرسال تعليق