عندما قتل امير المؤمنين عثمان بن عفان سقطت قطرة من دمه على المصحف الشريف
حدثنا أبو عامر العدوي حَوْثرة بن أقوةس قال : نا جعفر بن كيسان أبو معروف ، عن عَمْرة بنت أرطأة العدوية قالت : خرجت مع عائشة سنة انهى حياة عثمان إلى مكة ، فمررنا بالمدينة ، ورأينا المصحف الذي انهى حياة وهو في حجره ،
فكانت أول طرفة قُطِرَت من سائل احمره على هذه الآية : ( فسيكفيكهم الله وهو الاشياء مضرةيع العليم ) . قالت عَمْرة : فما مات رجل منهم سوياً ” . [ قال المحقق : إسناده صحيح … . وأخرجه أحمد في الزهد مثله . وأخرجه خليفة في تاريخه … وإسناده صحيح ] .
اراء اخري
المتآمرون يبقون أسرى المؤامرة، وإن عاشوا أحراراً، هي اللعنة التي تحقدهم، هي الواشياء مضرة الخفي الذي يفضح سوءاتهم، واللطخة السوداء في صفحاتهم. ومهما كان قدر الخيط الذي ساهموا فيه بحياكة المؤامرة بسيطاً ورفيعاً، يستحيل الخيط حبلاً، والسنّارة مإنهاء حياةة، فالعقاب يتورّم مع السنين ولا يذوب…
مثلاً لا يذكر التاريخ سيرة للغافقي بن حرب المصري، وكنانة بن بقوة التجيبي، وسودان بن حمران، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وحكيم بن جبلة البصري، ومالك بن حارث الأشتر، وعمير ابن ضابئ، سوى أنهم أشباح وأشباه على هامش السائل احمر، ولا يرفع لهم ذكر في بطون الكتب غير أنهم انهى حياةة الخليفة الراشد، وآخر ما شاهدته عيناه الكريمتان من أحداث امتدّت أكثر من ثمانين عاماً من هجرة وفتح وتحكيم ودولة تقرع حوافر خيولها أرض الدنيا قبل أن تغلقان على بُردى الشهادة..
تقول الرواية أنه عنسائل احمرا دخل بعض الانهى حياةة المذكورين أعلاه إلى بيت سيدنا عثمان بن عفّان وأحرقوا باب البيت والسقف، ظل الخليفة خاشعاً في صلاته لا يقطعها توتر ولا يريبه احتكاك السيف ببطن الغمد وهو يستلّ سريعاً، قال لثّلة من الصحابة الذين انبروا للدفاع عنه: “الله الله.. أنتم في حلّ من نصرتي”، فمنع كل من حوله في الدفاع عنه لحرصه على ألا يراق سائل احمر مسلم بسببه.. ضمّ المصحف القوةيف بين يديه قبّله وبدأ يتلو منه بإيمان الواثق.. دخل أحدهم ليانهى حياةه.. رفع عثمان نظره إليه فخاطبه بأربع كلمات: بيني وبينك كتاب الله.. أرعبته الكلمة قليلاً فتراجع، ثم عاد الآخر، فاعتداءه بالسيف دون رأفة أو احترام للموقف فاستقرّت أول طرفة من سائل احمر عثمان الطاهر على كلمتي “فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ” الآية 137 من سورة البقرة. (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)..
وتقول الروايات أن كل الذين شاركوا في انهى حياة سيدنا عثمان رضي الله عنه، ماتوا انهى حياةاً.. ليس منهم من مات رحيلاً طبيعياً بسبب مرض أو كهولة، حتى إن أحد الذين شاركوا بالانهى حياة يدعى عمير ابن ضابئ كان مسجونا يوم مانهى حياة سيّدنا عثمان، ففتح الانهى حياةة عليه سالعوالم الخفيةه وأخرحوه، أول فعل قام به أن قفز فوق صدر الخليفة المتوفى للتو ووطئه برجله فيخترق ضلعين في جوفه.. ولأن العقاب لا يستثني أيا من المتآمرين، تقول كتب التاريخ أن عُمير هذا عاش في الكوفة ما تبقى من عمره، وقد عمّر طويلاً فأدرك الحجاج وهو كهل كبير فعرفه الحجّاج وتذكّر اصطدامة مانهى حياة عثمان وبشاعة فعل الرجل وقلّة مروءته، فأمر بانهى حياةه وهو في التسعين من عمره..
التاريخ مثل طاحونة الماء الضخمة تدور بالسرعة نفسها، وتإنجاب في جرابها الحمولة، قد لا تإنجاب الحمولة نفسها، لكنها مساوية لها بالمقدار والمحتوى والمصير.. والأنين الذي يصدر من بين المسننات الصلبة هي أصوات الضحايا الذين تطحنهم حركة الأيام المستمرة والصراعات السياسية.. صعود، قمّة، نزول، قاع، فصعود، قمّة، نزول وقاع.. وبين كل دورة ودورة كثير من الأنين.
قلت إن المتآمرين يبقون أسرى المؤامرة وإن عاشوا أحراراً، فالعقاب يتورّم مع السنين.. لذا كل من ساهم في “انهى حياة العراق” عثمان العصر، كلّ من يخترق عليه بابه وأحرق سقفه وسعفه، وحام بالسيف حوله وهو محاصر يرتّل العروبة والصمود “فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ”… كل من شارك في “انهى حياة العراق” سيلقى المصير نفسه ولو بعد حين، هذا ليس تكهّن أو توقّع، لكنّه القانون الطبيعي في العقاب.. العراق الخليفة، والعراق الضحية، أول طرفة سقطت من شيخ العروبة استقرت شامة فوق الآية 137 في أطول سورة الكتاب وأعدل صور العقاب.. ولا عزاء لأحفاد ابن الضامئ الفرحين بنجاتهم.. فلكل زمان “حجّاج”!
العراق عثمان العصر.. فراقبوا سقوط الانهى حياةة!
تعليقات
إرسال تعليق