القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة واقعية “سر يوم الولادة”

قصة واقعية “سر يوم الولادة”


إن الغيرة والحسد من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها الإنسان، فهما قد يدفعان لارتكاب أخطاء لا يتخيلها أحد، ولا ننسى أن أول جريمة قتل على الأرض كانت عندما قتل قابيل ابن آدم أخيه هابيل حدثت بسبب الغيرة والحسد، وحتى اليوم مازلنا نرى أن الإخوة قد يتخاصمون بسبب الحسد والغيرة، وهناك الكثير من القصص الواقعية التي تدل على ذلك، والقصة التالية إحداها.

تروى سيدة أنها عنما تزوجت كان لزوجها أخ أصغر منه، وقد تزوج معه في نفس الفترة تقريبًا، وكانوا يعيشون جميعًا في منزل العائلة، حيث يعيش الأب والأم، وكان الابنين أيضًا يعملان في تجارة والدهما.

وكانت من عادة تلك العائلة أن يكون الابن الذي لديه أبناء ذكور يكون هو المسئول عن العائلة بعد والده لأن ابنه هو الذي سيكمل مسيرة أبيه وجده.

وتقول السيدة أن زوجة الابن الأصغر قد حملت قبلها وكانت كل العائلة سعيدة بهذا الحمل، وبالرغم من أنها كانت سعيدة هي وزوجها لأن أخو الزوج سوف يرزق بطفل، إلا أنها لاحظت تغير كبير في المعاملة بينها وبين زوجة الابن الأصغر.

وقد أصبحت حماتها تذكرها ليل نهار أنها لم تنجب بعد وكان الابن الأكبر حزين لأن والدته أصبحت تفرق بين زوجته وزوجة أخيه، لكنه لم يرغب في عتاب والديه لأنهما كبار في السن وكان يشعر أنهما لا يقصدان الإساءة له ولا لزوجته.

وبعد فترة قصيرة، تعبت زوجة الابن الأكبر وعندما ذهبت للطبيبة أخبرتها أنها حامل، فعمت الفرحة في أرجاء المنزل، فبدلًا من انتظار حفيد واحد، أصبح الجد ينتظر قدوم حفيدين.



وبعد مرور عدة أشهر على حمل الزوجتين، قامت كل منهما بعمل لفحص، وقد أخبر الطبيب زوجة الابن الكبير أنها سترزق بولد، وقد قالت زوجة الابن الأصغر أيضًا أنها سوف ترزق بولد.

ومرت عدة شهور لكن وجة الابن الأكبر شعرت بألم قبل موعد الولادة، ودخلت المستشفى وقرر الطبيب أنها يجب أن تلد مبكرًا، وعندما استفاقت من الولادة وجدت زوجها يعطيها فتاة ويخبرها أنه سيسميها دنيا، وكانت الزوجة سعيدة بالفتاة لكنها تعجبت من خطأ الطبيبة عندما أخبرتها أنها ستلد ولد.

وبعد قليل وجدت حماتها تدخل الغرفة وتطلب منها أن تحمل ابن زوجة الأخ، والتي شعرت بألم الولادة في نفس اليوم، وقد وضعت الطفل في نفس الوقت تقريبًا وأسمته آدم، فحملت الزوجة آدم الذي كان يبكي لكنها عندما حملته توقف عن البكاء، شعرت الزوجة بحب شديد تجاه الطفل فأرضعته، ثم أعطته لحماتها.

وبعد ولادة الطفلين قرر الأب أن يتقاعد عن العمل ويترك المسئولية كاملة لابنائه، لكنه كلف الابن الصغير بالإدارة لأنه قد أنجب ولد، حزن الابن الأكبر لكنه لم يخبر أبيه بذلك خشية أن يغضبه، وقد ازداد حزنه بعد أن أصبح أخيه الصغير يتعامل معه كأنه عامل لديه وليس أخيه الأكبر.

وعندما اشتكى لأبيه وأمه لم يصدقاه بل الأسوأ أنهما اتهموه أنه يشغر بالغيرة من أخيه لأنه أنجب ولد بينما هو أنجب فتاة، فقرر عدم الحديث معهما في هذا الشأن مرة أخرى.

وقد فكر وقال لزوجته أنه لا يستطيع أن يتحمل الطريقة التي أصبح أخيه يتعامل معه بها، وأنه يخشى عند وفاة والده أن يقوم بطرده، وقد أخبرها أنه يفكر أن يستفيد من خبرته في التجارة ومعرفته بالتجار ويؤسس لنفسه تجارة خاصة.

فأخبرته الزوجة أنه يمكن أن يبيع مشغولاتها الذهبية إذا أراد ذلك، وبالفعل قام ببيع ذهب زوجته واعتمد على معرفته ببعض التجار وبدأ عمله الخاص بعيدًا عن عمل العائلة.

ومرت عدة سنوات وكبرت تجارة الابن الكبير بينما ازدادت معاملة الابن الأصغر سوءًا مع أخيه، وكان الأخ الأكبر ينوي أن يترك عمل العائلة بشكل نهائي، لكنه كان يخشى من أن يغضب أبيه.

لكن فجأة توفى الأب وحدث ما كان يخشاه الأخ الكبير، فقد قام الابن الأصغر بنقل ملكية معظم ممتلكات الأب لنفسه، وأخبر أخيه الكبير أنه إما يعمل لديه براتب يحدده له أو يترك العمل.

وخلال تلك الفترة كانت معاملة الزوجتين مع بعضهما جيدة جدًا، وكانا يربيان الطفلين سويًا مثل الإخوة، حتى قرر الأخ الأكبر أنه سوف يترك منزل العائلة أيضًا ويستأجر منزل أخر، فقد لاحظت زوجته أن زوجة الأخ الأصغر تحاول إثنائها بكل الطرق عن فكرة ترك المنزل، وكانت حزينة لدرجة أدهشت زوجة الابن الكبير.

لكن الأخ الأكبر كان قد مصمم على الرحيل وبالفعل انتقل لمنزل بعيد، وقد توسعت تجارته، بينما كان أخوه يسيء التصرف في أموال والده، وقد تزوج من سيدة أخرى وكان ينفق عليها الكثير من الأموال.

وذات يوم وصلته مكالمة هاتفية تخبره أن والدته مريضة ودخلت المستشفى، فذهب هو وزوجته مسرعين للمستشفى وكانت ابنتهما في المدرسة.

وعند موعد الخروجت قالت الزوجة لزوجها أنها ستذهب لتحضر ابنتهما من المدرسة وستعود له في المستشفى في اليوم التالي، لكنها عندما ذهبت لم تجدها وعندما سألت زملائها أخبروها أنهم لم يروها من منتصف اليوم تقريبًا.

شعرت الزوجة بالفزع وأخبرت زوجها، فطلب منها أن تذهب للشرطة لأنه لا يستطيع ترك أمه، لكن مركز الشرطة رفض أن يقدم بلاغ رسمي باختفاء الفتاة قبل مرور يوم كامل على اختفائها.

فقال الزوج لزوجته أنه سيذهب ليبحث بنفسه عن الفتاة، فربما تكون قد ذهبت لأحد أقاربهم، وطلب منها أن تأتي لتبقى مع والدته التي كانت في حالة خطرة، وعندما أتت الزوجة كانت الأم قد استفاقت من الغيبوبة، وقد أشارت لزوجة كأنها تريد أن تخبرها عن ابنتها لكنها لم تستطيع أن تتكلم، ثم فارقت الحياة.

أصبحت الزوجة في حيرة وحزن فهي تريد الاطمئنان على ابنتها ولا تعرف كيف ستبلغ زوجها خبر وفاة والدته، لكنها اتصلت به وسألته عن دنيا، فأخبرها أنه ذهب ليرى آدم ابن أخيه ليسأله عن دنيا، فأخبرته أن والدته قد ماتت فأخبرها أنه سيأتي فورًا للمستشفى.

في تلك الأثناء بدأ الشك يدب في قلب زوة الابن الأكبر، فقد شعرت أن حماتها قد بدلت الأطفال وقت الولادة لأنها تحب ابنها الصغير أكثر من زوجها وكانت تريده أن يرث مكان والده في الإدارة.

عندما وصل الزوج للمستشفى أخبرها أن ابنتهم مع زوجة أخيه، على الفور صرخت الزوجة في وجهه وأخبرته بتلك الأفكار التي دارت في ذهنها، وطلبت منه أن يحضر آدم لها.

لكن الزوج حاول تهدئتها وطلبت منها أن تسمعه بهدوء، وأنه سيخبرها بالسر الذي أخبرته به والدته قبل أن يتركها، فزوجته بالفعل أنجبت ولد لكنه مات بعد الولادة مباشرة بسبب ولادته المبكرة.

أما زوجة أخيه فقد أنجبت توأم ولد وبنت، وقد خشيت الحماه أن ينفطر قلب ابنها فضغطت على زوجة ابنها الصغير وأخبرتها أنها إذا تركت الفتاة لسلفتها فسوف تجعل زوجها يتولى إدارة أموال أبيه.

وأن زوجة أخيه قد وافقت لأن الفتاة كانت ستتربى معها، أما بعد أن غادروا المنزل، وبعد زواج زوجها من أخرى قررت استعادة طفلتها والرحيل لمنزل والديها.

لم تصدق زوجته ما سمعته، وصرخت في وجهه، وقالت له أنه يكذب حتى لا تكره أمه، لكنه أخبرها أنه سيجعلها تتأكد عن طريق تحليل الدي إن إيه.

وبالفعل أكد التحليل كلامه، لكن الزوج حاول التخفيف عن زوجته وأخبرها أن ابنها قد سبقها للجنة، وأنها يجب أن تصبر وسوف يعوضها الله عز وجل عن مصيبتها، وبالفعل حملت مرة أخرى وكانت تحرص على زيارة آدم ودنيا كل أسبوع.

تعليقات

التنقل السريع