جوهرتي الثمينة والغالية قصة وعبرة !!
في يوم ما، أدركت أنني أحب امرأة آخرى وقررت الزواج بها. لكن هذا أثار قلق زوجتي حول مستقبلها وأطفالنا.
“ماذا سيحدث لي وللأطفال؟” قالت زوجتي بحزن.
“أنا آسف، لكن المرأة التي أحبها لا ترغب في أن يكون لها ضرة. سأضطر للطلاق، لكن لا تقلقي، ستحتفظين بالأطفال وسأزورهم بين الحين والآخر. سأرسل لك مصروفهم في بداية كل شهر.”
في تلك الليلة، جمعت زوجتي ملابسها وملابس الأطفال والأوراق المهمة. أمسكت بيد ابنتها ليلى وحملت ابنها آدم بذراعها الأخرى وغادرت المنزل بهدوء. لحسن الحظ، كان بيت والديها الراحلين موجودًا بجوار منزلهم، حيث كان والدها يشعر بأنها قد تحتاج إلى مكان آمن يومًا ما.
دخلت زوجتي بيت والديها ونامت هي والأطفال في غرفتها القديمة. بعد فترة من البكاء، أحست بالأمان عندما نامت في سرير والديها. في اليوم التالي، استيقظت على صوت قوي يدق الباب.
فتحت الباب لتجد ساعي البريد يسلمها أوراق الطلاق. لم تستغرب من سرعة الإجراءات، ووقعت على الأوراق بشعور عميق بالألم.
مر أسبوع بلا أي تغيير يذكر في حياتهم. أصبحت زوجتي تأكل قليلًا وفقدت الكثير من وزنها، وأصبحت مظهرها باهتًا وتحت عيونها كان هناك سواد من كثرة البكاء. في أحد الأيام، سألتها ابنتها ليلى:
“ماما، أليس بابا يحبنا بعد الآن؟”
في يوم ما، كانت أم تحاول تهدئة أطفالها أدم وليلى بعد أن تركهم والدهم من أجل امرأة أخرى.
“لماذا بابا ليس موجود؟” سأل أدم ببراءة.
“بابا مسافر، يا أدم. نحن سنعيش في منزل جدك حتى يعود.” أجابت الأم بحزن.
لم تستطع الأم تصديق كيف تمكن والدهم من التخلي عن أطفاله، أدم البالغ من العمر أربع سنوات وليلى الرضيعة التي لم تكمل عامها الأول بعد.
ذات يوم، كانت الأم تجلس بجوار البلكونة عندما سمعت صوت زغاريط وأغاني عالية. فتحت البلكونة لترى منظرًا يكاد يكسر قلبها. كان زوجها السابق يتزوج امرأة أخرى. كان يمسك بيدها ويبدو سعيدًا تمامًا كما كان يوم زواجهما. عندما ركزت في ملامح زوجته الجديدة، شعرت بأنها تعرفها من قبل.
عادت الأم إلى المنزل وقررت الاهتمام بنفسها وعدم التفكير في من لا يستحق حبها. بعد شهر، بدأت تقترب من ربها وارتدت الخمار الذي كانت ترغب في ارتدائه دائمًا. التحقت بدار لتحفيظ القرآن وبدأت تبحث عن عمل. ركزت على تحسين نظامها الغذائي ومظهرها، وبدأ وجهها يشع بإشراقة طبيعية.
في أحد الأيام، ارتدت الأم فستانًا أسودًا وخمارًا من الكشمير، وكانت تستعد لمغادرة المنزل للذهاب إلى دار تحفيظ القرآن. تركت أطفالها مع جارتها وخرجت ليلاقيها وجهها بوجه زوجها السابق. قلبها دق بقوة ولكنها قررت تجاهله واستكمال طريقها. ومع ذلك، كان صوته يناديها:
“حياة!”
كانت حياة تستعد لمواجهة لحظة لطالما علمت أنها ستأتي يومًا ما. لقاء زوجها السابق سيف بعد طلاقهما.
“كيف حالك، سيف؟ هل أنت بخير؟” سألته حياة بكل جرأة.
“أنا بخير، يا حياة. ما شاء الله، الخمار يليق بك كثيرًا.” أجاب سيف.
قبل أن تسأله عما يريد، سارع سيف لطلب السماح لقضاء بعض الوقت مع أطفالهما. حياة وافقت على طلبه دون تردد، لكنها علمت أنه كان يريد مناقشة شيء آخر.
“حياة، أريد أن أتحدث معك أيضًا حول…” بدأ سيف.
“اذهب يا سيف، اذهب إلى زوجتك الجديدة.” قاطعته حياة بجرأة.
سيف اعترف بأنه نادم على تركها وأنه يعرف أنها ليست لديها أحد غيره. لكنه أوضح أن ريهام، زوجته الجديدة، كانت لا ترغب في أن تكون زوجة ثانية، وأنه يحبها.
حياة ردت بسخرية على سيف مشيرة إلى أن ريهام هي خطيبته السابقة التي تخلت عنه عندما وجدت شخصًا أكثر ثراءً. حياة أخذت إذنًا للرحيل، لكن سيف استفزّها بسؤاله عن وجهتها.
“إلى أين تذهبين؟” سألها سيف بفضول.
“ما دخلك؟” ردت حياة بحزم.
أصر سيف على معرفة تحركاتها، مدعيًا أنه من حقه كونه والد أطفالها.
“لا، ليس من حقك. لقد فقدت هذا الحق.” أجابت حياة بشجاعة. “أنا لا زلت شابة وسأجد شخصًا يحبني ويقدرني، ليس مثلك الذي رحل ليحب امرأة ثانية.”
في هذه اللحظة أدركت حياة أنها تستعيد قوتها وتستطيع الوقوف بثبات أمام الماضي. كانت قرارتها واضحة وجاهزة لمواجهة مستقبلها بشجاعة وأمل.
وقفت هناك على شرفة المنزل العتيق الذي كان يومًا ملكًا لي والآن أصبح لها، تراقب الأحداث من تحت جفونها المتأججة بالشرار. ألقت نظرة انتصار تجاهي وكأنها تقول: “ها هو زوجك
وأب أطفالك في يدي الآن!” تظن أنني أشعر بالغيرة لأنها سرقته مني؛ لكن لن ينكسر قلبي بعد اليوم!
ابتسمت لها بسخرية وأعتقد أنني نجحت في إثارة غضبها. رن هاتفه ولاحظت توتره أثناء المكالمة. أغلق الخط ونظر إليّ طالبًا الإذن للمغادرة. أراهن أنه ذاهب ليصالحها. لعنة عليهم جميعًا!
استمررت في طريقي ولكنني لم أعد إلى المنزل؛ بدلًا من ذلك، توجهت لشراء بعض الملابس المناسبة لخماري والعاب للأطفال.
على الجهة الأخرى…
_كنت واقفة تتكلم معاها: “ليه مش خلصنا؟”
-في أي حال، ريهام، هي أم أطفالي وكنت أرغب في رؤية الأطفال.
_لا يا بابا، انسى أنك تروح عندها؛ هي عايزة تخطفك مني!
لم يكن يعلم لماذا شعر بالغضب عندما سبت حبيبته… لا، لا، أم أولاده!
-ريهام، أنا محتاج أفكر بس. أنتي اللي اخدتي جوزها وأبو عيالها منها!
_أه… شكرًا جزيلًا يا سيف على كلامك السام ده!
رغم أنه عادة ما ينهار أمام الدموع، لم يشعر بأي شفقة نحوها بينما تبكي. تنهد ببطء وخرج من المنزل مصفقًا الباب خلفه.
كانت مشاعره متضاربة بين زوجته السابقة، التي كانت دائمًا تهتم به وبأطفالهم، وزوجته الحالية، التي لا تبدي اهتمامًا بأي شيء. أدرك في تلك اللحظة أنه خسر جوهرة ثمينة ليحصل على قطعة بالية من القمامة.
في يوم ما، كان يسير بشرود على شاطئ البحر، تتأرجح أفكاره بين ذكرياته مع أبنائه وتفكيره في كيف كان أنانيا حينما تركهم. تذكر المرأة التي كانت تهتم به وتحبه بلا مقابل،
لكنه رغم ذلك اختار المرأة الأخرى التي ظنها حب حياته. الآن يدرك خطأه ويعلم أن حياته ليست كاملة بدونها، لكنه يشعر بأنها لن تغفر له أبدًا.
فقد كانت هذه المرأة طيبة القلب ولكنها ليست ساذجة. بينما كان يقف حائرًا على الشاطئ، لم يدرك كم مر الوقت وهو يفكر في مصيره. زفر ببطء وعاد لمنزله الذي أصبح مظلمًا وخاليًا بعد رحيلها.
عند عودته، قابلته زوجته الحالية بعبارات ساخرة وتوجيه اللوم له بسبب علاقته بطليقته. لم يتحمل الرجل ضغط الوضع، فصرخ غاضبًا وبدأ يتهمها بأنها من تسببت في كل هذا المأساة. تذكر كيف تزوجها بسبب طفل لم يكن لديه ذنب في خطأهما.
ردت عليه قائلة: “لماذا تجعلني أشعر بأنني المذنبة الوحيدة؟ أنت أيضًا مشارك في هذا الخطأ!” ثم تحدثا عن تفاصيل حياتهما المعقدة وكيف أجبر الظروف على تحويل زواجهما العرفي إلى رسمي.
بعد جدال حاد، أخيرًا قررا أن يتركا الماضي وراءهما وأن يتعايشا مع الواقع. في هذا الوقت العصيب، كانت الحقيقة صعبة لكنهما عليهما أن يواجها ويتخطاها معًا.
في جهة أخرى، كانت حياة تجلس وتقرأ القرآن بخشوع، وابنتها ليلى الصغيرة نائمة في أحضانها. إلى جانبها كان ابنها آدم يجلس وينظر إليها بفضول. فجأة، انقطعت سكينة اللحظة بصوت قرع الباب بلطف. وضعت حياة ليلى على الأريكة وأمرت آدم بالوقوف بجانبها حتى لا تقع. بعد التأكد من وضع حجابها، فتحت الباب لتجد سيف.
قالت حياة متفاجئة: “سيف… خير، في حاجة؟”
كان ينظر إليها بعيون مشتاقة وقال: “آسف، جئت بدون موعد. لكني محتاج أن أرى الأطفال.”
ردت حياة: “لكن الوقت متأخر وهذا لا يصح.”
أصر سيف: “سأراهم وأغادر بسرعة، أنا حقًا محتاج لرؤيتهم.”
تنهدت حياة وتركت له المجال ليدخل الشقة. لاحظ سيف ترتيب الشقة مقارنة بشقته الخاوية. استدعت حياة آدم وقالت: “آدم، تعال يا حبيبي، بابا جاء ليراك.”
جاء آدم راكضًا وألقى نفسه في أحضان والده الذي احتضنه بشوق. أحضرت حياة ليلى ووضعتها بين يدي سيف، ثم تركتهم ليتمتعوا ببعض الخصوصية مع أطفاله. انسحبت حياة إلى غرفتها وبكت من الحزن والشوق لسيف. رغم كل ما فعله بها، ما زالت تحبه وتشتاق له.
في الخارج، سأل آدم والده: “بابا، هل سنذهب معك؟”
أجاب سيف بحزن: “يا ريت يا آدم يا حبيبي، لكن ماما لن توافق.”
فقال آدم بحيرة: “لماذا يا بابا؟ ألم تكن قد سافرت وعدت بالفعل؟”
قال شخص ما لحبيبه بتأسف: “آسف يا حبيبي، لكن لا يزال عليّ إنجاز بعض المهام قبل أن نتمكن من العودة للبقاء معًا دائمًا.” طلب من شخص آخر يدعى آدم أن يذهب إلى غرفته ويتركهم لوحدهم قليلًا. فوافق آدم على ذلك وذهب.
عادت المرأة بعد دقائق قليلة ولاحظ الرجل الدموع المحتجزة في عينيها، ملعونًا نفسه مرات عديدة لأنه كان سببًا في إسقاط تلك الدموع الثمينة من عينيها. قال لها: “حياة، أنا…” لكنه تردد في الكلام.
فسألته: “ماذا تريد يا سيف؟” رد عليها بصدق: “أرغب في استعادة عصمتك.”
قالت المرأة بغضب لرجل يدعى سيف: “أعتقد أنك فقدت عقلك تمامًا. لماذا تريد استعادة عصمتي؟!” فأجاب سيف بحزن: “أنا أحبك حياة، أعطني فرصة لأوضح لك.” لكنها ردت: “لا توجد شيء لتوضيحه. لقد خنتني حتى بمشاعرك.”
توسل سيف لحياة بأن تعطيه فرصة ليكفر عن ذنبه ويشرح لها الوضع. لكنها لم تكن ترغب في الاستماع له وطلبت منه الخروج وعدم إثارة الأمور أمام أطفالهم. رفضت تمامًا الاستماع له وطردته.
بينما كان سيف حزينًا للغاية بسبب تدهور علاقتهما، قرر الرجل البقاء في فندق قريب لأنه لم يكن يرغب في العودة للمنزل. وفي الوقت نفسه، جلست حياة وبكت على ما حدث بينهما.
كانت قد تلقت مكالمة هاتفية من امرأة تدعى ريهام، التي قالت إنها زوجة سيف، وأخبرتها بكل شيء بدءًا من زواجهما السري حتى الطفل الذي لم يكن حقيقيًا.
في غضبها، قررت حياة أن تتجاهل مشاعرها تجاه سيف وأن تعيش حياتها من أجل سعادة أطفالها فقط. وفي المقابل، كانت ريهام تكذب بشأن حملها وتتعاون مع والدتها للحصول على حقوق رسمية. عندما علم سيف الحقيقة، أصيب بصدمة كبيرة وضحك بصوت عالٍ بينما كان يصفق. أما ريهام، فشعرت بالخوف عند رؤية غضبه المتزايد، مدركة أنه لن يسامحها.
سيف، الشاب الذي تم التلاعب به على يد فتاة مثلك، كان يشعر بالغضب والندم. لم يعد يرغب في سماع صوت ريهام، زوجته الحامل. قرر إنهاء زواجهما بطلاقها ثلاث مرات، وأمهلها نصف ساعة لتجمع أغراضها وترحل.
ترك ريهام وركض سيف إلى منزل حياة ليخبرها عن ما حدث وما قام به. حياة قررت أن تسمع سيف ليس من أجل المغفرة ولكن لإنهاء هذا الجزء من حياتها للأبد. سيف بدأ يروي لها قصته مع ريهام، من لقاءهما الأول في أحد المقاهي حتى اكتشافه أنها ستكون شريكته في المشروع الذي يعمل عليه.
في البداية، كان سيف لا يتحمل التعامل مع ريهام لأنها خدعته وتركته وحيدًا عندما وجدت من هو أغنى منه. ومع ذلك، بررت ريهام تصرفاتها قائلةً إنه كان يهددها به وأنها تحب سيف. قرر سيف أن يسامحها ويتعامل معها كصديقة، لكنها قدمت له حبًا وحنانًا زائفين فأصبح متعلقًا بها. تزوجها سيف سرًا وتوالت الأحداث حتى وصلت إلى هذه النقطة.
قالت حياة لسيف: “لديك نقص، سيف. لا تحب أحدًا سوى نفسك.
الآن استفقت بعد أن أضعت أطفالك وخسرتني للأبد؛ لأنني لن أسامحك أبدًا.” سيف طلب منها السماح من أجل الأطفال، ولكن حياة رفضت قائلة: “لا أستطيع، سيف. لا أستطيع. كلما نظرت إلى وجهك سأتذكر ما فعلته بي.” سيف قرر عدم الضغط على حياة ووعدها بأنه سيأتي لزيارة أطفاله بين الفترات.
بالطبع، لن أحرمهم منك، فهم أطفالك أيضًا.
بمجرد انتهاء قصتنا هذه، أود أن أوضح نقطة مهمة: في كثير من الأحيان نتبع مشاعرنا ونرتكب أخطاء ضد أولئك الذين دعمونا في أصعب الأوقات. لذلك، يجب أن نفكر بعقولنا أولًا ولا نستعجل في اتخاذ قراراتنا.
تمت اذا اعجبتكم قولولنا رايكم في التعليقات ان انتهيتم من القراءه صلوا على خير خلق الله والله هيرضيكم. صلى الله عليه وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق