وفاة الشيخ محمد الجعفري: مسيرة علم وعظة عن الآخرة
فقد العالم الإسلامي أحد علمائه البارزين بوفاة الشيخ محمد الجعفري، إمام وخطيب مسجد الإمام الشافعي السابق. كان الشيخ رمزًا للعلم الشرعي، وداعيًا إلى الخير والتقوى، ومثالًا يُحتذى به في الصدق والتواضع. ترك الشيخ أثرًا عميقًا في قلوب محبيه وتلاميذه، حيث عُرف بمواعظه البليغة التي تذكر الناس بثواب الآخرة وعقابها، مُحذرًا من الغفلة وداعيًا إلى العمل الصالح.
حياة الشيخ محمد الجعفري
قضى الشيخ الجعفري سنوات عمره في خدمة الدعوة الإسلامية، حيث عمل إمامًا وخطيبًا لمسجد الإمام الشافعي، أحد أهم المعالم الإسلامية في مصر. كان يُلقي خطب الجمعة التي أبهرت الحضور ببلاغتها وعمق معانيها، مذكرًا إياهم بالآخرة وضرورة الاستعداد لها. تميز الشيخ بأسلوبه الهادئ والقريب من القلوب، مما جعله محبوبًا بين الناس على اختلاف فئاتهم.
رسالة الشيخ عن الثواب والعقاب
كان الشيخ الجعفري يُكثر الحديث عن الآخرة، موضحًا أن الدنيا دار ممر، والآخرة هي دار القرار. وقد استشهد في مواعظه بقول الله تعالى:
“فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”
(الزلزلة: 7-8)
وأكّد أن الثواب في الآخرة جزاء العمل الصالح الذي يقوم به الإنسان في حياته الدنيا، كالصدق، والأمانة، وإحسان العبادة، وخدمة الناس. أما العقاب، فهو نتيجة الغفلة عن ذكر الله وارتكاب المعاصي.
كما كان الشيخ يوضح أن عدل الله تعالى يقتضي أن يجازي كل إنسان بما يستحق، مصداقًا لقوله سبحانه:
“كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” (المدثر: 38)
التذكير بالآخرة: رسالة الشيخ الخالدة
حرص الشيخ الجعفري على تذكير الناس بأن الآخرة ليست بعيدة، وأن الإنسان محاسب على كل صغيرة وكبيرة. وكان يقول:
“الثواب ليس فقط في الجنة، بل يبدأ من رضا الله عن عبده في الدنيا.”
“العقاب ليس عذاب النار فقط، بل قد يبدأ بحرمان القلوب من الطمأنينة في الحياة الدنيا.”
دعا الشيخ إلى التوبة الدائمة والعمل لما بعد الموت، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
“الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني” (رواه الترمذي)
وفاة الشيخ.. وداعًا لرجل العلم والدعوة
برحيل الشيخ محمد الجعفري، تفقد الأمة الإسلامية صوتًا صادقًا وداعيًا مخلصًا للحق. ومع ذلك، تبقى مواعظه وعظاته نورًا يهدي قلوب من استمعوا إليه. نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته، وأن يجعل علمه ووعظه في ميزان حسناته، مصداقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم)
نسأل الله أن يجعلنا وإياه من أهل الجنة، وأن يرزقنا الاستعداد ليوم الحساب حيث تتجلى عدالة الله بين الثواب والعقاب.
تعليقات
إرسال تعليق