ست نادية هو ايه اللي حصل لأولادك الأربعة
ست نادية، ما الذي حدث لأولادكِ الأربعة؟ كيف ماتوا؟ ولماذا تقولين إنهم ماتوا بسبب دعائكِ عليهم؟
= كانت هناك شعلة صغيرة في المنزل، وكان هناك شخص يسكن معنا، سمعناه يقول إن هناك رائحة غاز. وفجأة، اشتعلت النار في كل مكان، وأحرقت أولادي الأربعة...
- كم كانت أعمارهم؟
= سيد كان في الصف الأول الثانوي، وهدى كانت في الصف الثالث الإعدادي، وإيمان في الصف الأول الإعدادي، أما هند فكانت في الصف الرابع الابتدائي.
- تقولين إنهم ماتوا بسبب أنك كنتِ تدعين عليهم. لماذا كنتِ تدعين عليهم؟ وماذا كنتِ تقولين؟
= كانوا يضربون بعضهم كثيرًا، وكانوا أشقياء. كنت أقول لهم: "تطلعوا في خشبة واحدة كلكم." وربنا استجاب للكلام، ولم أكن أعلم أن الله سيقبل مني تلك الكلمات. والآن، أنا أجلس عند أقدامهم في الحوش الذي دُفنوا فيه، أراهم، ويأتون إليّ، يطعمونني ويسقونني، ويمرحون معي في الحوش...
- تعيشين في الحوش الذي دُفنوا فيه؟ لكن أريد أن أفهم، لماذا دعوتِ عليهم؟
= كانوا متعبين جدًا وأشقياء. قلت: "يا رب، تطلعوا في خشبة واحدة كلكم"، فاستجاب الله لدعائي دون أن أعلم أن باب السماء كان مفتوحًا في تلك اللحظة.
– قال رسول الله ﷺ:
"لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم."
= لكنني لم أكن أعلم أن الله سيستجيب لي، لم أكن أقصد، ولم أكن أدرك أن الدعوة ستُقبل. والآن، ها أنا أعيش معهم، أنظف الحوش الذي دُفنوا فيه، أرشه بالماء، أضع فيه الماء للعصافير، وأحوله إلى ما يشبه الجنة.
- هذا قدر الله، فلا تحمّلي نفسك فوق طاقتها.
= لم يعد هناك أحد أدعو عليه. الآن أدعو على نفسي فقط، كي أنضم إليهم. أدعو على نفسي لأرتاح، لأنني لم أعد أشعر بالراحة من دونهم 💔.
أدعو على نفسي كل يوم... ليس بيدي، لكن وجعي يدفعني لتمنّي أن أكون بجوارهم، حتى لو كان ذلك يعني أن تخرج روحي من هذه الدنيا.
أطلب من الله راحة... ليست راحة الجسد، بل راحة قلبٍ انكسر بفقدهم.
أطلب منه أن يرى دموعي حين أكون وحدي، يرى الشوق الذي يأكل قلبي كل لحظة.
قد يظن الناس أنني ما زلت أعيش، لكنني من دونهم أعيش بنصف قلب، بنصف روح.
أقول:
يا رب، إن كانت الراحة في الموت واللقاء، فخذني إليهم.
يا رب، إن كان في قربك شفاء من هذه الغربة، قرّبني منك ومنهم.
لم أعد أحتمل... الحياة أصبحت ثقيلة، والفراغ داخلي لا يملؤه أحد.
لكنني أعود وأقول:
ربما، يا رب، تؤجل لقائي بهم لحكمة...
ربما تختبر صبري، أو تجمعني بهم في مكان أفضل...
فامنحني القوة، وطمئن قلبي، واجعل دعائي يصل إليهم...
ربما حين يدعون لي، أستريح وأنا لا أزال هنا...
وربما حين أضحك قليلًا، أشعر بنسمةٍ منهم تحيط بي.
ومهما كان، فإن قلبي لن ينساهم أبدًا.
اللهم اجمعني بهم في مستقر رحمتك، يا رب العالمين.
تعليقات
إرسال تعليق