تزوجتها مطلّقة… ولم أكن أعلم أن كل هذا سيحدث!
لم أتخيّل يومًا أن تأخذ حياتي هذا المنعطف الغريب والمفاجئ، حين قررت أن أتزوجها… وهي مطلّقة.
كنا زميلين في العمل، وكانت شديدة الجمال، تخطف الأنظار بلباقتها وأناقتها، وتمرّ بجانبي بابتسامة هادئة ونظرة دافئة. كنا نقتسم الغداء في كثير من الأيام، وبدأ قلبي يميل إليها دون أن أشعر.
وذات صباح، لم تحضر إلى العمل. سألت زميلتها عنها، فأجابتني بأنها مريضة قليلاً. حاولت كتم قلقي، لكني لم أستطع، وتردّدت في أن أزورها، فأنا مجرد زميل، ولن يكون من اللائق أن أظهر عند باب بيتها فجأة. لذلك قررت أن أنتظر حتى تعود.
ولكن أسبوعًا مرّ دون أي خبر، فقررت أن أتصل بها. وحين فعلت، أجابتني بصوت خافت بأنها لن تعود إلى العمل، لأن والدها طلب منها ذلك.
أصابتني خيبة أمل… شعرت أنني فقدت شيئًا ثمينًا. لم أتمالك نفسي، وقلت لها مباشرة: "أريد أن أقابل والدك لطلب يدك".
ترددت قليلًا ثم قالت: "قبل أن تتقدم لي، يجب أن تعرف شيئًا… أنا مطلّقة."
ساد الصمت، وشعرت بصدمة مفاجئة، فما كنت أتوقع ذلك. شعرت هي بتردّدي، فقالت بنبرة حاسمة: "انسَ الأمر كأننا لم نلتقِ من قبل." وأغلقت الخط.
تملكني التشتّت. هل أستمرّ؟ هل أنسى الأمر؟ استشرت صديقي المقرب، فقال لي: "استفتِ قلبك، وإن أفتوك الناس."
كنت لم أتزوّج من قبل، ولا لديّ تجارب عاطفية. لكن قلبي كان يميل إليها. رغم الخوف من أن أقارن بزوجها السابق، ورغم نظرات الناس، إلا أنني لم أستطع تجاهل مشاعري.
صليت صلاة الاستخارة، ودعوت الله أن يرشدني للصواب. ونمت.
رأيتها في حلم… كانت زوجتي، في بيتي، مبتسمة وهادئة. عندما استيقظت، شعرت أن القرار أصبح واضحًا.
رغم رفض والدتي الشديد في البداية، والتي كانت ترى أن الزواج من مطلّقة أمر غير مقبول، تجاهلت ذلك، وذهبت إلى والدها، وتم عقد القِران.
تزوّجنا.
وبعد الزواج… تغيّر كل شيء.
كل الأفكار التي كانت تراودني قبل الزواج، ذابت تمامًا أمام واقع أجمل مما تخيلت.
كانت حنونة، عطوفة، تعامل والدتي وكأنها والدتها، بل كانت تقبّل رأسها كلما غضبت منها. وكانت والدتي، رغم شدّة طباعها، هي من يخطئ أحيانًا بحقها، لكنها كانت تتحمّل وتصبر.
رزقنا الله بولدين وبنت جميلة تشبه والدتها في الملامح والروح.
وقلت في نفسي: "سبحان الله… كما قال لي صديقي، الذي تخاف منه ربما يكون خير من الجميع."
والآن، كل ما أستطيع قوله: دعوا عنكم الأحكام المسبقة، فالحياة مليئة بالمفاجآت، وأحيانًا… أجمل الأقدار تأتي من حيث لا نتوقع.
تعليقات
إرسال تعليق