تحليل فني للدولار الأمريكي: هبوط حاد إلى مستوى دعم حاسم

أداء الدولار الأمريكي: هبوط إلى مستويات حرجة

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا قويًا خلال الأسبوع الأخير، حيث انخفض إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام. هذا التراجع جاء نتيجة عدة عوامل اقتصادية، من بينها ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، وتراجع عوائد سندات الخزانة، ما أدى إلى انخفاض شهية المستثمرين لشراء العملة الأمريكية.

تأثير البيانات الاقتصادية على الدولار

أثرت البيانات الاقتصادية الأخيرة على أداء الدولار بشكل كبير. فقد ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأولية إلى 219,000، مقارنة بـ 214,000 في الأسبوع السابق، مما يشير إلى ضعف في سوق العمل الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، شهد مؤشر مديري المشتريات PMI تراجعًا حيث انخفض المؤشر المركب إلى 50.4 مقارنة بـ 52.7 في الشهر الماضي، مما يعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي.

تراجع عوائد سندات الخزانة وتأثيره على الدولار

من العوامل الرئيسية التي ساهمت في ضعف الدولار الأمريكي هو تراجع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، حيث انخفضت إلى أقل من 4.5٪. يؤثر انخفاض العوائد سلبًا على جاذبية الدولار، حيث يقلل من إقبال المستثمرين على الأصول المقومة بالدولار.

تحليل تقني لمستويات الدعم والمقاومة

من الناحية الفنية، يواجه الدولار الأمريكي مستوى دعم حاسم عند 102.30، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. إذا كسر هذا المستوى، فقد نشهد مزيدًا من الانخفاض نحو مستويات 101.50. أما في حال التعافي، فقد يواجه مقاومة قوية عند 104.20، والتي إن تم اختراقها قد تدفع الدولار إلى استعادة بعض مكاسبه.

أداء العملات الأخرى مقابل الدولار

الين الياباني: شهد الين ارتفاعًا قويًا بعد تسجيل التضخم الياباني أعلى مستوياته منذ 19 شهرًا. ومع ذلك، فإن تصريحات محافظ بنك اليابان حول إمكانية زيادة شراء السندات قد تحد من مكاسب الين.

اليورو: حافظ على استقرار نسبي عند مستوى 1.0504 دولار.

الدولار الأسترالي والنيوزيلندي: ارتفعا إلى أعلى مستوياتهما هذا العام بفضل التفاؤل بشأن سياسات الفائدة المحلية والتطورات التجارية.

اليوان الصيني: شهد ارتفاعًا مدعومًا بآمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة.

التوقعات المستقبلية للدولار الأمريكي

مع استمرار الضغوط الاقتصادية، قد يواجه الدولار مزيدًا من التقلبات. إذا أظهرت البيانات القادمة ضعفًا إضافيًا في الاقتصاد الأمريكي، فمن المتوقع استمرار التراجع. ومع ذلك، أي إشارات إيجابية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسات النقدية قد تعطي الدولار دفعة مؤقتة.

الخلاصة

يشهد الدولار الأمريكي مرحلة حرجة مع تزايد الضغوط الاقتصادية وتراجع عائدات السندات. التحركات القادمة ستعتمد على البيانات الاقتصادية المقبلة وسياسات الفيدرالي الأمريكي. من المهم مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، حيث ستحدد هذه المستويات اتجاه الدولار في المستقبل القريب.