القائمة الرئيسية

الصفحات

جنازة الشاب الوسيم... ورعب اللحظات الأخيرة

جنازة الشاب الوسيم... ورعب اللحظات الأخيرة



في أحد أيام الوداع الحزينة، كان شابٌ في مقتبل العمر، شديد الوسامة، قد وافته المنية فجأة نتيجة سكتة قلبية. وفي جنازته، نزل شقيقه – المعروف بتدينه – إلى القبر وهو يحمل أخاه بين ذراعيه، تغمره الدموع وتنزف من قلبه ألماً على فراق شقيقه الأصغر.



لحظة وضعه في اللحد كانت ثقيلة على النفس، تزلزل القلب وتكاد توقف الزمن. وحين كشف الغطاء عن وجه الفقيد ليلقي عليه النظرة الأخيرة، ارتجف جسده وتجمدت دموعه، إذ لم يصدق ما تراه عيناه.



"ماذا يحدث؟ مستحيل! هل هذا وجه أخي؟"



أطبق فمه، وتسارع نبضه، فوجه أخيه بدا مشوّهًا بشكل مرعب... لقد أصبح يشبه وجه كلب!



تدارك الموقف بسرعة، أغلق الكفن على عجل، وأتمّ الدفن وهو يعتصر ذهوله في قلبه. ومع أنه وقف لتلقي العزاء، إلا أن عقله كان غائبًا، وذهنه تائهًا في مشهد لم يبرح ذاكرته.



في الجهة الأخرى، النساء كنّ ينتحبن حزنًا على الشاب الراحل، لما عُرف به من جمال وأناقة. وبينما تتوالى مكالمات التعزية، ظل هاتف واحدة منهن صامتًا... كانت تلك زوجته.



اقتربت إحدى السيدات منها وهمست تطلب منها الاتصال بشقيق زوجها، لتقديم واجب العزاء. امتثلت، واتصلت.



ردّ الأخ بصوت متماسك يخفي اضطرابه:
"عظم الله أجركِ."



فجاءه الرد بارداً كالصقيع:
"أجرنا وأجركم."



شعر الأخ بأن هناك شيئًا غير طبيعي. وبعد لحظة صمت، قرر مصارحتها بما رآه:
"حدث شيء غريب في المقبرة، وأحتاج تفسيرًا منكِ."



قالت باستغراب:
"ماذا حدث؟"



تردد للحظة، ثم قال:
"عندما كشفت عن وجه أخي... كان يشبه... يشبه وجه كلب!"



سكت قليلًا، بينما تسارعت أنفاسها وقالت بسرعة:
"ماذا؟ وجه كلب؟!"



ردّ بصوت منخفض:
"نعم، وجه كلب... هل لديك تفسير لذلك؟"



فأجابته بمرارة:
"رحمه الله، لم يكن يصلي لله ركعة واحدة، وكلما نصحته كان يقابلني بالضرب والإهانة. كان يسخر من الأذان، وإذا سمعه صاح باستهزاء قائلاً: (أسكتوا ذلك الكلب!)."



"فما بالك بمن استهزأ بأعظم نداء من السماء؟"



ثم أكملت:
"ربما غضب الله عليه، فصوّر وجهه كما استهزأ، والله أعلم بما يلاقيه في قبره من عذاب لا يعلم شدته إلا الله."



عبرة لكل غافل



إن ما حدث مع هذا الشاب، وإن كان مرعبًا، يحمل بين طياته رسالة قوية لكل من فرّط في الصلاة، ولكل من تهاون في أمر دينه، واختار متاع الدنيا على نعيم الآخرة. إنها دعوة للتوبة، ووقفة للتأمل في حال القلوب التي مات فيها الإيمان، واستيقظ فيها الاستهزاء بأوامر الله.



فيا من نسيت شكر ربك، وضيّعت صلاتك، واتبعت شهواتك... تذكّر أن الحياة لحظة، وأن الموت لا يستأذن أحدًا. ولا يبقى بعدك سوى عملك.



"فهل عملك صالحٌ يشفع لك؟ أم أنك بحاجة لتوبة قبل فوات الأوان؟"



دعاء وختام:



اللهم تب علينا توبة نصوحًا، واغفر لنا ذنوبنا، ولا تأخذنا بغفلتنا. اجعلنا من المصلين الخاشعين، ومن الذاكرين الشاكرين، ومن عبادك الذين تحبهم وترضى عنهم.



"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
"سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"

تعليقات

التنقل السريع