رحيل الفنانة المصرية شروق عن عمر 73 عامًا بعد مسيرة فنية حافلة
غيب الموت صباح اليوم الجمعة الفنانة المصرية القديرة شروق، عن عمر ناهز 73 عامًا، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد أعلنت نقابة المهن التمثيلية هذا الخبر الحزين في بيان رسمي نشرته عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، حيث تقدمت بالتعازي إلى أسرتها ومحبيها، سائلةً المولى أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يمنح أهلها الصبر والسلوان.
وجاء في بيان النقابة:
"تتقدم نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي ومجلس الإدارة، بخالص التعازي لأسرة الفنانة الراحلة شروق، سائلين الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
مسيرة فنية بدأت من الزراعة وانتهت في قلوب الجمهور
ولدت الفنانة شروق في مصر، ودرست في كلية الزراعة قبل أن تقرر خوض غمار المجال الفني، حيث دخلت عالم التمثيل في ثمانينيات القرن الماضي، مستندة إلى موهبة فطرية مكنتها من التميز وسط زحام الساحة الفنية.
تميّزت الراحلة بأدائها المتنوع، وشاركت في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي. من أبرز أفلامها:
"أحلام هند وكاميليا" (1988) الذي عالج قضايا النساء المهمشات في المجتمع.
"سوق النساء"، الذي تناول تجارة النساء من زوايا إنسانية واجتماعية.
"الطاووس" و**"السجينتان"**، حيث قدمت أدوارًا جريئة ومؤثرة.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد شاركت في عدد من أبرز المسلسلات المصرية، منها:
"يوميات ونيس"، أحد أكثر الأعمال المحبوبة في التسعينيات.
"حياة الجوهري"، حيث تألقت في أداء أدوار عميقة إنسانيًا.
"للعدالة وجوه كثيرة"، الذي ناقش موضوعات العدالة الاجتماعية والفساد.
شروق.. الوجه الهادئ والصوت الهادئ في الدراما المصرية
رغم أنها لم تكن من نجمات الصف الأول، فإن شروق كانت من تلك الوجوه التي لا تُنسى. أداؤها المتزن وصوتها الهادئ جعل منها ممثلة محبوبة لدى فئة كبيرة من الجمهور، خاصة في أدوار الزوجة، الأم، أو المرأة البسيطة التي تكافح من أجل الحياة.ولم تكن حياتها الفنية مجرد شهرة، بل كانت امتدادًا لتجارب إنسانية أثرت في قلوب المشاهدين. وبابتعادها في السنوات الأخيرة عن الساحة بسبب المرض، ظلّ اسمها حاضرًا كلما عُرضت أعمالها على الشاشات أو ذُكرت كأحد رموز فترة ذهبية في تاريخ الفن المصري.
وفاة شروق.. خسارة لصوت هادئ في زمن الصخب
برحيل الفنانة شروق، تطوي مصر صفحة من صفحات فن الزمن الجميل. ومع أن اسمها قد لا يُتداول يوميًا على مواقع التواصل، إلا أن فقدها هو خسارة حقيقية للدراما المصرية التي كانت تسطع بأمثالها في كل بيت عربي.
رحم الله الفنانة شروق، وأسكنها فسيح جناته، وألهم ذويها ومحبيها الصبر والسلوان.
تعليقات
إرسال تعليق